هاني رمزي يروي قصة أسوأ أيام حياته!!!
لم يقسو عليه الزمن قدر ما قسا عليه في الفترة الاخيرة .. خمسة أيام عصيبة عاشها هاني رمزي.. وفي اللحظة التي ارتدي فيها عباءة "جيمس بوند" صاحب المغامرات الشهيرة والمثيرة.. جاءت المعركة الخاصة التي دارت بينه وبين الرقابة على المصنفات الفنية وكادت أن تعصف بمشروعه الجديد لكنه تحدى بأحلامه وأفكاره الجريئة تلك الازمة.. بل وزادته المحنة اصرارا علي مواصلة المشوار والتصدي لطلقات الرقيب. متمرد لأقصي درجة وهذه المرة حملت نبراته رسالة تحذير لزملائه الفنانين مما تحمله الرقابة في جعبتها لهم.. مع أخبار النجوم كان لفنان هاني رمزي هذا الحوار..
حدثنا عن أيامك الصعبة..
انا احترم الجميع انما الحق حق والساكت عنه شيطان أخرس وأعمى!!
هاني بدأ رصد تفاصيل الأيام الصعبة بقوله: الحمد لله فقد انصفني الجمهور وعوضني عن كل لحظة قلق ورعب عشتها قبل العرض.. فقد عشت في هذا الفيلم أسوأ خمسة أيام في حياتي.. كانت ظلاما بالنسبة لي لم أر فيها أي بصيص نور حتي أنار لي الجمهور الطريق مرة أخري بالتفافه حول الفيلم الذي لم أر من قبل ما شاهدته فيه.. في حدث شيء لم اتعود عليه.. فأفلامي دائما يكون فيها جدل وصراعات علي الرقابة لكن فما حدث مع "نمس بوند" هذه المرة ليس له أي اساس ولم اكن اتخيل أن هذا العمل الكوميدي بهذه الخطورة ولم أكن اتوقع أن يثير كل هذا اللغط والمحاذير والتساؤلات.. ولكن الغريب أن هذه الاشياء اثيرت بعدما انتهينا من الفيلم وتم طبعه وقد شاهدته الرقابة في المونتاج ولم يكن لها أي تحفظات، حتي لو طلبت حذف مشاهد كنا سنتدبر الامر بعدذلك طالما المسألة متاحة قبل الطبع لكنهم بعد المشاهدة والثناء علكى الفيلم قالوا انني غير مسئولين عنه ولابد من أخذ موافقة وزارة الداخلية، وبالفعل حدث وشاهدت الوزارة الفيلم وحرصت بعرضه مع مراعاة بعض الملاحظات البسيطة وتم تنفيذها من جميع النسخ، وبعد ذلك للأسف فوجئنا بطلب الرقابة حذف مشاهد جديدة من كل نسخة من الماستر وكان هذا هو الخطر الحقيقي علي نسخة الفيلم نفسه وسؤالي لرجال الرقابة: أين كنتم قبل الطبع ولماذا لم تصرحوا بملاحظاتكم قبل خروج الفيلم ووجدنا أنفسنا في موقف خطير.
هل هناك خلاف شخصي بينك وبين الرقابة؟
­ لا، فلا يوجد بيني وبين أي واحد منهم أي شيء بالعكس فشخص مثل علي أبوشادي أقدره لانه دافع عني أيام فيلم "أبوالعربي" لكني لا اعلم ما الذي حدث وما هي الظروف التي جدت؟! وعندما اعود فلاش باك للموضوع اتذكر ان الرقباء عندما جاءوا لمشاهدة الفيلم بالمونتاج كنت موجود أنا وأفراد أسرتي وشعرت انهم من هذه الاسرة وتكلمنا في الفيلم ولم اكن اتخيل ان هناك أشياء وراء الستار فقد أكدوا انه لا توجد ملاحظات لكن لماذا انتظروا حتي نطبع الفيلم ويحولونه للداخلية ثم يصطادونه فيما بعد.
وماذا حدث حينما شاهد مسئولو وزارة الداخلية الفيلم؟
­عندما عرض كان لا يتبقي لي على العرض سوي ساعتين وفي هذا اليوم كنا مستعدين لأن نحتفل بأول ليلة عرض لكن الاحتفال تحول الي يوم حزين.. والحق يقال انه كان هناك تجاوبا كبيرا من وزارة الداخلية مع ظروف الفيلم وعندما وجدوا انه على وشك العرض شكلوا لجنة في ساعتين وشاهدوا الفيلم في نفس اليوم لانهم قدروا المسئولية وصرحوا بالفيلم مع ملاحظات قليلة للغاية فقد اعترضوا علي لفظين ومشهد النهاية الذي يقبض فيه الوزير علي الضابط المرتشي قالوا غير الوزير واجعله قيادة كبيرة لان الوزير مهنيا لا يقبض علي أحد وطلبوا شطب كلمة الوزير من الفيلم وعندما حدث ذلك شكرتهم لان هذا خطأ درامي.. لكنهم كانوا سعداء بالفيلم وتمنوا لي النجاح بل وطلبوا مني أن اقدم أفلام أخري من هذه النوعية.
وماذا حدث بعد ذلك؟
­ بعدما قمنا بعمل التعديلات في كل نسخة ونحن في طريقنا للعرض وجدنا الرقابة تقول لنا حذفتم ملاحظات الداخلية تعالوا احنا لنا ملاحظات ولابد أن تحذفوا مرة أخري.. هل الرقابة ترضي أن يفسد الشريط السينمائي.. يبدو أن المسألة حاليا ترجع بنا خمسين عاما الي الوراء، وأنا في تحليلي الشخصي أري أن هذا التصرف جاء بأثر رجعي.. وكما يقول المثل "اللي اتلسع من الشربة ينفخ في الزبادي.. وفيلمي الآن عبارة عن زبادي ويتم النفخ فيه"! ويصمت هاني رمزي ثم يقول: عندما اقول الحق فهذا لا يعني انني اتجني علي أحد أو اتطاول عليه ومهما تم استفزازي والتعسف معي فسأتكلم بأدب لانني احترم الجميع انما الحق حق والساكت عنه شيطان أخرس وأعمي فلا يجوز ذلك في عصر نطالب فيه بكل الحرية في الابداع وأيا كان الوضع فأنا اعرض مشكلة جعلتني حزين وللأسف الشديد الرقابة اقوي مني بقراراتها السيادية لكن هناك أسلوب تفاهم وليس اصدار فرمانات وفي أضيق الحدود.. فالمنتج كان في مأزق شديد.
اذن فأنت كفنان تشعر انك تعرضت لظلم كبير؟
أنا أعلن الآن لجميع السينمائيين وأقول لهم: خذوا حذركم حتي لا تخدعون وتقعون في مأزق الوقت..
نعم كيف ترضي كرقيب أن تقص من ماستر كل نسخة، أنا لا أحب أن اؤخذ عذرا أو بالقوة.. فهم يعرفون أن الفيلم سيعرض وعدم طرحه لمدة أربعة أيام خسارة كبيرة علي المنتج الذي خضع في النهاية للحذف حتي لا تزيد الخسارة.. وأنا أعلن الآن لجميع السينمائيين وأقول لهم: خذوا حذركم حتي لا تخدعون وتقعون في مأزق الوقت.. واحساسي أن الرقابة بدلا ما كانت تحميني أصبحت عدوا لي.
وماذا كانت ملاحظات الرقابة؟
­ ليس لها أي مبرر.. لكن حتي لو توجد ملاحظات فلها ونتناقش فيها في الوقت المناسب وليس في شريط جاهز.
هل ذهبت للرقيب وتحاورت معه؟
­ ذهبت لعلي أبوشادي وقلت له الفيلم ليس به أي شيء ضد سياسة الرقابة، ما الحكاية؟! ولكنه افهمني أنه مضغوطا وفوضت أمري لله والحمد لله ربنا نصرني بالجمهور ولم يتأثر الفيلم لكني اعرض لقضية مستقبلية وماذا سيحدث فيما بعد.. هل الرقابة أصبحت ذعرا أم انها هي الصدر الرحب والقلب الحنون انني اطالب بالحماية لفني ومهنتي.
ولماذا يحدث هذا مع أفلام هاني رمزي؟
­ تفسيري لهذا ربما لاني اتناول موضوعات جديدة.. وكنا قبل ذلك نتناقش وفي أفلام ظلت في الرقابة سنوات وعندما افرج عنها حصلت علي جائزة الدولة مثل "عايز حقي".. لكننا لا يجوز أن نقف محلك سر من هذه التصرفات من قبل جهاز الرقابة فقد كانت الداخلية أكثر حماية وحنية معي من الرقابة.
ولماذا الرقابة تتخلي عن دورها؟
­ هذا تساؤل مهم.. هل هذا اخلاء مسئولية.. نحن لا نعرف الي أين نذهب لكني لن استسلم وسأظل احارب وأقدم موضوعات جديدة فمهمتي هي اقناع الناس.. ان ارسم البسمة علي وجوههم.. ان اقدم ما يسشتعرونه بشكل كوميدي يعبر عنهم.. انما ستجعلني اتخلي عما احبه واحلم به.. لن افعل ذلك ارضاء لأي أحد فنحن نلعب في منطقة الضحك.. منذ متي والافلام تشكل خطر فانت لا تقدم منشورا سياسيا ولا شيء ثم مسألة انك تحافظ علي النظام والسلطة.... الخ.. أؤكد لك أن فيلمي لا يضر بهذا.. لا داعي لأن نكبر المسائل.
في رأيك هل تفترض ان هناك سوء نية في مسألة ترك المحذوفات لآخر لحظة؟
­ ما يحزنني هو انك تفعل ذلك بعدما اصبح الفيلم شريطا سينمائيا جاهزا انت لا تؤذيني بل تؤذي المنتج لو انت واضع هاني رمزي هدف فأنت تؤذي شخصا آخر.. لقد تعبت نفسيا وعليهم أن يثبتوا لي حسن النية.
أليس غريبا ان يحدث هذا مع فنان كوميدي مثلك؟
­ أنا لا ادعي البطولة، فنحن شعب يحب الضحك واعرف ان هناك أناس يحاربون الكوميديا بشكل أو بآخر حتي علي مستوي النقد وأنا لاأقف عند هذه الحدود ولن اقول انني صاحب رسالة انما ما احسه واشعر بأنه سيسعد الناس اعمله وأريد أن انجح واعمل تاريخ مشرف وهذا بتوفيق من الله.. ولا أريد أن امثل وانا متكتف والا فلن اقدم الشخصية بشكل صحيح لو كتفتني ستكون العدو الاول لي.
هل شعرت انه تم تكتيفك؟
نفسي اعمل فيلم تراجيدي به دراما لا يمثل الضحك فيه سوي نسبة قليلة
اشعر اني "ساكتف" غدا أو بعده ولو أنا مستهدف بهذه الطريقة سأشعر بالخطر..لابد أن ترفع الايدي من علي السينما لايجوز أن يكون هناك أكثر من رقيب واعرف انها فترة وهاتعدي قريبا جدا، فسوف تنتقد حرية الابداع لابد أن ننظر للفن نظرة مختلفة، ممكن تكون أفلامي أضعف أفلام لكنها في النهاية فن.. وكلمة حاميها حراميها ليست من اختراعي وقد قدمت في الفيلم حاميها حراميها وتم القبض عليه.
كيف تري المنافسة هذا الموسم؟
­ ستكون قوية جدا، ولكن الموسم أصبح أقل من المواسم السابقة فهناك تأثير لكأس الامم الاوروبية وأري أن هذا الموسم بشكل عام سيتأثر من حيث الايرادات بقوة لان الحالة الاقتصادية صعبة وأول شيء يتأثر بهذا الشيء هو التسلية.
هل انت راضي عن نمس بوند؟
­ جدا واشعر انني أقدم شيء طالما يعجب الناس فأنا فخور به وما تخيلته قد حدث للمؤلف طارق عبدالجليل والمخرج اثبتا قدراتهما الكوميدية في هذا الفيلم.
كيف تفكر بفيلمك القادم؟
­ نفسي اعمل فيلم تراجيدي به دراما لا يمثل الضحك فيه سوي نسبة قليلة أو العنصر الاساسي وهي مغامرة لكني لم استقر علي السيناريو بعد. واتمني أن ابقي مختلفا.. من الممكن أن أخطئ ويخونني التقدير لكن احاول ان اقدم في كل مرة شخصية مختلفة عن الأخري.
الخميس يوليو 17, 2008 12:57 pm
